يعتبر المغرب حوضا مهما للهجرة، فهو لم يعد اليوم بلدا منشأ للهجرة فقط، بل أصبح أيضا فضاء لعبور العديد من المهاجرين الشباب خصوصا من أفريقيا جنوب الصحراء، وأيضا مهجرا يستقبل المهاجرين، معتمدا سياسة طموحة تجاه المهاجرين الذين يرغبون في الاستقرار في البلاد. بيد أن الطابع المعقد والمحفوف بالمخاطر، على طول مسارات الهجرة التي يسلكها المهاجرون للوصول إلى أوروبا أمر مثير للقلق، لأن آلاف الشباب من جنوب الصحراء يعرضون حياتهم للخطر كل سنة عند عبورهم الصحراء والبحر الأبيض المتوسط.
في هذا الأفق يندرج مشروع “رحلة آمنة”، استجابة للاحتياجات التي حددها الاتحاد الأوروبي في جدول أعماله حول الهجرة لعام 2015، كتلبية عاجلة لأزمة الهجرة، إضافة لإعلان مالطا بشأن تنفيذ حملات إعلامية حول الحد من الهجرة غير الشرعية. مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الاجتماعية للمغرب، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ( 5 و8 و10 على التوالي بشأن المساواة بين الجنسين، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، والحد من أوجه عدم المساواة). فالمغرب يواجه معدلات بطالة عالية، وهو عامل هجرة رئيسي، لا سيما في جهات بني ملال – خنيفرة، وطنجة – تطوان -الحسيمة، والدار البيضاء – سطات، ومراكش – آسفي، والتي ستشكل المجالات الترابية المستهدفة للحملة. بالإضافة إلى ذلك، أدى الطلب الأخير على العمالة منخفضة المهارات في أوروبا للعمل في المجال الفلاحي والمنزلي، إلى زيادة عدد النساء المهاجرات، مما يفرض الحاجة إلى نهج جنساني إزاء هذه القضيةستسعى الحملة إلى تلبية الاحتياجات الأوروبية والمغربية. وستعمل على تطوير قنوات مختلفة للوصول إلى مجموعات مستهدفة معينة: الأشخاص المستعدين للهجرة، والطلاب المراهقين (القاصرين) والمدرسين، والمغاربة والمهاجرين الذين يبحثون عن عمل، والمؤثرين السوسيواقتصاديين الذين يمكنهم المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية. كما ستعمل على خلق مزيد من الوعي، وتوضيح الرؤية بين جميع هذه الفئات حول مخاطر الهجرة غير الشرعية كالخسائر في الأرواح والاتجار بالبشر، وستركز الحملة على تقديم بدائل ملموسة وواقعية للهجرة، دائما في إطار الحد من الهجرة غير الشرعية، من خلال تعزيز التنمية المحلية.